مع اقتراب عيد الحب، يمتزج الهواء بعبير الرومانسية، ويتبادل المحبون باقات الزهور للتعبير عن الحب والمودة. لكن هل تعلم أن الزهور ارتبطت بالتعبير عن الحب منذ القدم؟! استعرض معنا في هذا المقال لمحات سريعة عن أشهر الزهور التي استخدمت للتعبير عن حالات الحب في الثقافات المختلفة.  

زهور الحب في اليونان القديمة 

في حكايات اليونان القديمة، يُعتقد أن الورد أزهر من إلهة الحب أفروديت. تقول الأسطورة إن الورود نبتت أولاً من زبد البحر الذي كان يحيط بولادتها، فأصبحت الوردة مرادفة لجمالها وقوتها، وتجسيداً لجوهر الحب. علاوة على ذلك، كان ابنها الشقي، إيروس، المعروف أيضًا باسم كيوبيد، يحمل في كثير من الأحيان قوسًا مطعمًا بالورود، ممثلاً قوة الحب في اختراق القلب مثل السهم. 

كان للزهور الأخرى أيضًا أهمية في الأساطير اليونانية، فكانوا يعتقدون مثلاً أن زهرة نبات الآس المقدس لأفروديت ترمز إلى السعادة الزوجية والحب الأبدي. 

زهور الحب في العصر الفيكتوري 

خلال العصر الفيكتوري أصبحت لغة الزهور   floriography – أي استخدام الزهور كلغة للتواصل – أمراً شائعاً جداً بين أفراد الطبقة العليا. فاستخدم الناس الزهور للتعبير عن المشاعر والعواطف بطريقة متحفظة خفية تتماشي مع تركيز ذلك العصر على اللياقة وضبط النفس، وتفننوا في اختيار أنواع الزهور وأشكالها وأحجامها وحالتها لتنقل رسائلهم بدقة.  

لذلك نجد أن إهداء باقات الزهور الصغيرة ذات الرائحة الحلوة كان الطريقة التي يفضلونها حيث كان نوع الزهرة في الباقة يحمل معنى خاصاً يرغب المرسل في توصيله للحبيب، فمثلا كانت باقة الورد تدل على الحب والعاطفة، وباقة الزنابق أو الليليز lilies تدل على النقاء والعذوبة، أما الفيوليت أو البنفسج الساحر فيدل على الإخلاص والوفاء.  

العرب وحب الورد 

أما في الحضارة العربية فكان الورد هو الرمز الخالد للتعبير عن الحب، فكان “ورق الورد” هو اللغة التي يتواصل من خلالها المحبين للتعبير عما في قلوبهم من مشاعر. لكن لماذا الوردة تحديدا؟  

لم ير العرب في الوردة مجرد زهرة جميلة الشكل، لكنهم رأوا فيها جمالاً شعرياً خاصاً يعبر عن حالات الحب المختلفة. فأوراقها الناعمة المخملية تتحدث عن عذوبة الحب وجمال العاطفة، أما ساق الوردة المشوب بالأشواك فيرمز مجازًا لتعقيدات العلاقات الرومانسية وآلام الحب. كذلك فإن لون الورد نفسه كان يعبر عن نوع الحب، فمثلاً كانت براعم الورد الأحمر الصغيرة تدل على الحب في مقتبل مراحله، أما الورد الأبيض فكان يشير إلى الحب الصافي والإخلاص.  

اقرأ أيضًا عن الحب: كيف تخطط ليوم عيد الحب المثالي؟ 

زهور الحب في الصين واليابان  

على عكس العرب، استخدم الناس أنواعاً أخرى من الزهور للتعبير عن الحب والعاطفة.  ففي الصين كانت زهرة الفاونيا peony هي رمز الرومانسية والازدهار، بينما في اليابان كانت زهرة الكرز cherry blossom  رمزاً لجمال الحياة والحب الذي لا يغيره الزمن. وكل زهرة منهم كانت تحمل معها دلالة فريدة، تُنسج منها سجادة من الرومانسية تتجاوز الحدود وتمتد عبر العصور. 

كل ثقافة من تلك الثقافات استخدمت لغة زهور خاصة للتعبير عن الحب والعاطفة. لكن ماذا عنك أنت؟ ما هو نوع الزهور أو الورد الذي تفضله للتعبير عن حبك؟ 

اكتشف أجمل طرق التعبير عن الحب!